المترجم: عدنان أحمد الحاجي
بإمكان الأطفال الرّضّع ببلوغهم ثمانية أشهر، تكييف أسلوب تعلّمهم مع ديناميات الحالات والمواقف والظروف المعيشة. وهذه هي المرة الأولى التي تتوفّر فيها الأدلة الدامغة التي تثبت أن لدى الأطفال مرونة كافية في أساليب تعلّمهم، وفقًا لبحث أجراه باحث علم الأعصاب فرانشيسكو بولي Francesco Poli من معهد دوندرز Donders بجامعة رادبود Radboud. وقال:
"بحسب الرأي الشائع، يستوعب الأطفال ببلوغهم ثمانية أشهر المعرفة بشكل سلبي (أي غير النشط، حيث يكون المتعلم متلقيًا سلبيًّا للمعلومات والإرشادات والتعليمات من غيره ويستوعبها بدون تفاعل بينه وبين المعلم (1))". لكنّ بحثًا جديدًا أجراه بولي وزملاؤه في مركز أبحاث الأطفال والرضع يُثبت الآن أن هذا ليس صحيحًا. "لاحظنا أن الأطفال الرّضّع قادرون على تكييف أساليب تعلمهم مع متغيرات بيئتهم من الحالات والظروف والمواقف من سن مبكرة جدًّا".
وحش هنا، وحش هناك
استخدم بولي شاشة لعرض وحش ملون على أطفال. يظهر الوحش أحيانًا على أحد جانبي الشاشة، وأحيانًا يظهر على الجانب الآخر. "على سبيل المثال، كنا أحيانًا نترك الوحش يظهر على الجانب الأيسر من الشاشة فقط لفترة محددة، ثم فجأةً نتركه يظهر على الجانب الأيمن منها. في هذه الأثناء، استخدمنا تتبع العين [كاميرا مثبتة على الشاشة مزودة بالأشعة تحت الحمراء غير الضارة] لمراقبة أين ينظر الطفل وما إذا كان حجم بؤبؤ العين يتغير". الموضع الأكثر احتمالًا لظهور الوحش على الشاشة إما بقي كما هو لم يتغير لفترة طويلة (حالة ظهور ثابتة) أو تغير كثيرًا من مكان إلى آخر (حالة ظهور متغيرة).
في مرحلة ما، عرف الأطفال أين ينظرون: فقد كان نظرهم مركّزًا بالفعل على المكان الذي توقعوا ظهور الوحش فيه (في حالة الظهور الثابتة). "عندما كانت حالة الظهور متغيرة، عدّلوا طريقة نظرهم وفقًا لتغير مكان الظهور. تعلّم الأطفال في النهاية ما إذا كان مكان ظهور الوحش ثابتًا أم كان متغيرًا، وتمكنوا من تكييف استراتيجية تعلمهم بشكل نشط. فقد كان من المدهش ملاحظة الأطفال وهم يتعلمون بهذه الطريقة المرنة (المتكيفة مع المتغيرات في بيئة أو حالة التعلم)".
الحياة اليومية
في الدراسة، طلب بولي أيضًا من الأمهات ملء استبانة عن كيف يتكيف أطفالهم مع الحالات والأوضاع اليومية الجديدة. على سبيل المثال، كيف يستجيب الطفل للعبة البيكابو (حيث تغطي الأم، مثلًا، وجهها بكلتا يديها ثم فجأة تكشفه وتقول لطفلها بيكابو أو "شفتك")؟ وما مدى سرعة الطفل في التأقلم مع الألعاب الجديدة؟ تقول بولي: "لاحظنا أن الأطفال الذين واجهوا صعوبة في تكييف أسلوب تعلمهم، واجهوا صعوبة في التكيف مع التغيرات في الحياة اليومية".
في حالة الرشدين (مثلًا، في حالة الأم أو الأب)، تعلمو أن هناك تلازمًا بين صعوبة التكيف مع التغيرات وبين القلق أو الاكتئاب. كلما كانت صعوبة تكيف الطفل مع حالة التعلم أشد (أو كفاءة التكيف أضعف) كان احتمال اصابته بأعراض القلق والاكتئاب في وقت لاحق من حياته أعلى. قال بولي: "لكن هذه لا تعدو عن كونها مجرد تكهنات. وللتأكد من تلك النتائج، لابد من إجراء بحث على مدى فترة طويلة".
نشرت الدراسة في مجلة تقدم العوم (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- http://https://ar.wikipedia.org/wiki/تعلم_سلبي
2- https://www.science.org/doi/10.1126/sciadv.adu2014
المصدر الرئيس
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد محمد حسين الطهراني
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ علي رضا بناهيان
حسين حسن آل جامع
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حبيب المعاتيق
عبدالله طاهر المعيبد
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
زهراء الشوكان
سورة الناس
إسلام الراهب بُرَيْهَة على يد الإمام الكاظم (ع)
النسخ في القرآن إطلالة على آية التبديل (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ) (3)
هل نحتاج أن نقرأ لنتعلّم أم يكفي الاستماع؟ ماذا يقول علم الأعصاب؟
اختتام النّسخة العاشرة من حملة التّبرّع بالدّم (دمك حياة)
الإمام الكاظم (ع) في مواجهة الحكّام العبّاسيّين
السّيّدة رقيّة: اليتيمة الشّهيدة
وما تُغْنِي الآياتُ والنُّذُرُ
إيثار رضا الله
النسخ في القرآن إطلالة على آية التبديل (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ) (2)