الشيخ حسن المصطفوي
بَلَغَ: أصل واحد، وهو الوصول إلى الشيء. تقول بلغتُ المكان إذا وصلتَ إليه. والبُلغة: ما يُتَبَلَّغ به من عيش، كأنّه يراد إنّه يبلغ رتبة المُكثر إذا رضي وقنع. وكذلك البلاغة الَّتي يمدح بها الفصيح اللسان لأنّه يبلغ بها ما يريده.
والبلوغ والبلاغ: الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى، مكاناً كان أو زماناً أو أمراً من الأمور مقدّراً، وربّما يُعبَّر به عن المشارَفة عليه وإن لم ينتهِ اليه.
وبلغ الكتاب بلاغاً وبلوغاً: وصل. وبلغت الثمار: أدركت ونضجت. وبالغت في كذا: بذلت الجهد في تتّبعه. وفي هذا بلاغ وبلغة وتبلُّغ أي كفاية. وأبلغه السلام وبلَّغه بالألف والتشديد: أوصله. وبلُغ بالضمّ بلاغة فهو بليغ: إذا كان فصيحاً طلق اللسان.
(مادة «بلغ»، مقاييس ابن فارس، ومصباح الفيومي، ومفردات الراغب)
الفرق بين البلوغ والوصول
والتحقيق: أنّ حقيقة معنى هذه المادّة: هو الوصول إلى الحدّ الأعلى والمرتبة المنتهى. وهذا هو الفرق بينها وبين مادّة الوصول. فلا يقال: وصلتِ الثمارُ، ولا وصل الصبيّ، ولا وصل أشدّه. وبهذا يظهر اللطف في اختيار هذه المادّة في جميع موارد استعمالاتها، فإنّ هذا القيد منظور ومحفوظ في كلّ واحد منها.
ومن هذه الموارد في القرآن الكريم: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ..﴾ يوسف:22، ﴿وَإِذا بَلَغَ الأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ..﴾ النور:59، ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَه ُالسَّعْيَ..﴾ الصافات:102، ﴿..وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً..﴾ الأحقاف:15، ﴿..وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ..﴾ الأحزاب:10، ﴿..فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ..﴾ البقرة:231، ﴿..إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ..﴾ النساء:6، ﴿..وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ..﴾ الإسراء:37، ﴿..هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ..﴾ المائدة:95، ﴿..فلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ..﴾ الأنعام:149.
* ﴿..هذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِه وَمَنْ بَلَغَ..﴾ الأنعام:19، أي مَن بلغ إلى حدّ التوجّه إلى التكليف، وأقبل إلى الله تعالى، وبلغ الرشد في العبوديّة.
* ﴿..فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ النحل:35، أي نفس بلوغ الأحكام التي توحى إليهم، فهم موظَّفون في قبال البلاغ وتحقّقه من حيث هو في الخارج من دون نظر إلى نسبة إلى الفاعل أو المفعول، أي إلى جهة الصدور كما في «أفعل»، أو إلى جهة الوقوع كما في صيغة «فعّل»، فليس للرسول موضوعيّة ولا لمن يبلغ إليه، بل المنظور بيان البلاغ ووضوحه في نفسه.
بلوغ كلّ شيء بحسبه
* فيقال في السير والوصول إلى منتهى المقصد مكاناً: ﴿..بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ..﴾ الكهف:90، ﴿..بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ..﴾ الكهف:93، ﴿..بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما..﴾ الكهف:61، ﴿..بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ..﴾ الكهف:86.
* وفي الوصول إلى منتهى المقصد زماناً: ﴿..فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ..﴾ البقرة:231، ﴿..وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا..﴾ الأنعام:128، ﴿..وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى..﴾ غافر:67، ﴿..إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوه..﴾ الأعراف:135. فالمراد بلوغهم إلى منتهى المقدار من الزمان المعيّن، فإنّ الأجل غاية الوقت من الزمان، والغاية آخر مقدار من الزمان الممتدّ قبل انتهائه. وأمّا بعد الانتهاء فليس من الأجل.
* وفي الوصول إلى منتهى أمر: ﴿..قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً﴾ الكهف:76، ﴿..وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ..﴾ الأحزاب:10، ﴿..إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾ الواقعة:83، ﴿..أَبْلُغُ الأَسْبابَ﴾ غافر:36، ﴿..وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ..﴾ الإسراء:37، ﴿..لِيَبْلُغَ فاهُ..﴾ الرعد:14، ﴿..ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ..﴾ التوبة:6.
* وفي الإيصال إلى منتهى مقصد: ﴿..أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي..﴾ الأعراف:79.
* وفي مقام الإشارة إلى وقوع البلاغ فيهم: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي..﴾ الأعراف:62.
حيدر حب الله
الشيخ باقر القرشي
إيمان شمس الدين
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ حسين الخشن
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
حقيقة بكاء السماء والأرض في القرآن الكريم
كتاب جديد بعنوان: أوضح البيان في حقيقة الأذان
أحلام المشهدي تشارك في معرض ثلاثيّ في الأردن
الإمام الرضا عليه السلام: 19 عاماً من الجهاد
من بحوث الإمام الرّضا (ع) العقائديّة (3)
الشّيخ صالح آل إبراهيم: كيف تنقذ زواجك من الانهيار؟
التسارع والتباطؤ وإنتاج المعارف (4)
تحمّل المسؤوليّة، عنوان الحلقة الثّالثة من برنامج (قصّة اليوم)
ناصر الرّاشد: كيف يستمرّ الحبّ؟
من بحوث الإمام الرّضا (ع) العقائديّة (2)