صدرَتْ مؤخرًا عن دار "ميلاد" المجموعةُ الشعريةُ الثانيةَ عشرَةَ للشاعرِ جاسم الصْحَيِّحْ التي حملت عنوان: " قريبٌ من البحر  بعيدٌ عن الزُّرقة"، وتقعُ المجموعةُ في ثلاثِمئةٍ وثمانيةَ عشرَ صفحةً وهي تضمُّ بينَ دفّتيها أربعًا وثلاثينَ قصيدةً لم تنشرْ منْ قبل، يتناولُ الشاعرُ فيها مواضيعَ إنسانيّةً، كعلاقةِ الإنسانِ بالشعرِ، وقضايا المرأةِ، وقيمةِ الحبِّ والجمالِ. وعنِ العنوانِ الذي اختارَهُ للمجموعةِ قال الصحيِّحْ: إنّهُ يناسبُ حالتي النفسيةَ في هذا العمرِ بعدَ تجربةٍ طويلةٍ معَ الحياةِ، فكلُّ ديوانٍ يمثّلُ تجربةً جديدةً معَ الحياةِ والواقعِ الـمُعاشِ، وهذا الديوانُ يُترجمُ تلكَ العلاقةَ الخاصّةَ مع واقعي وحياتي ما بينَ انتصاراتٍ وانكسارات.

وقد جاءَ على غلافِ المجموعة: تعبّدتُ في كلِّ الصوامعِ لم أجدْ، لنجوايَ مثلَ الأبجديةِ صومعهْ، أقيمُ صلاتي في القصيدةِ كلّما، تهاوى خيالٌ وانحنيتُ لأرفَعَهْ، سمائي سماُ الحبرِ أجلو مدارَها، وأكتبُ كي لا يخطئَ النجمُ موقِعَهْ، ليَ السُّمُّ سُمُّ الخالدينَ فلم يزلْ، يكرّرُ مني فيلسوفًا تجرَّعَهْ، ولي كبرياءٌ، قلعةٌ لم يُطِحْ بها، سوى الحبِّ في غاراتِهِ المتنوّعَهْ، عميقًا تلقَّيتُ الطعونَ فلم أجدْ، رماحًا رماحًا كالأكُّفِّ المودِّعَهْ، إذا دارَ ذكرُ الشوقِ دارتْ بيَ الرَّحى، فأسمعُ ما بينَ الأضالعِ جعجعَهْ.