فإذا كانت هذه الليلة تُسمّى بليلة القدر، فلأنّها هي ليلة التقدير وليلة التقييم والقياس والميزان والوزن والتقسيم، والليلة التي يتحدّد فيها رزقنا؛ وبالتالي، فهي ليست بالليلة الهيّنة! وعلينا ألّا نستخفّ بها ونستسهلها! ففيها يتعيّن الرزق الذي سيصلنا من الله تعالى؛ والمراد من الرزق هنا ليس هو الماء والخبز، بل المراد منه هو النصيب الذي قُدّر لنا من ذلك الوجود
أمّا أنَّ أمير المؤمنين قد اختار الشهادة بنفسه، فهذا يعني بأنَّ أمير المؤمنين يقول: أنا لا شيء، بل أنا مثل الماء الذي في كفّ اليد؛ فإن شئت يا إلهي سكبه في هذا الطرف، فاسكبه، وإن شئت سكبه في ذلك الطرف، فاسكبه.. نعم، كالماء السائل الذي لا اختيار له. فإن قلتَ: لقد اخترت لك أن تُضرب على رأسك بالسيف، فسوف أسعى لتحقيق ذلك
إنّ حقيقة الصوم التي هي عبارة عن تضعيف القوى الشيطانيّة الكامنة في النفس المفضية بالإنسان إلى المهالك لن تتحقّق إلاّ بتقليل الأكل الشرب، وأن يكون مقدار الطعام الذي يتناوله الصائم وقت الإفطار مساوياً للمقدار الذي كان يأكله في وجباته في سائر الأيّام لا أكثر. وإلاّ فلو تناول الصائم ما كان يأكله طوال الليل والنهار في سائر الأيام ليقوم بالتهامه كلّه عند الإفطار متداركاً ما فاته من الطعام بسبب الصوم، فلا قيمة لصيام مثل هذا الصائم ولا حقيقة لروح عبادته.
إذا أردنا أن نتنعّم في يوم القيامة بنعم أكثر، علينا أن نصوم شهراً واحداً من الأشهر الإثني عشر كحدّ أقلّ، وعلى الإنسان أن ينظر إلى هذا الحدث كوسيلة من وسائل الحياة، لا كحدث قسري وتعسّفي، وأنّ هذا أمر إلهي، فينبغي علينا الإتيان به، وإلاّ فمن المعلوم ما الذي سيفعلونه بنا في ذلك العالم!
هذا الشهر هو شهر مبارك جدّاً، ورحمة الله تعالى واسعة فيه إلى درجة أنّ رسول الله قال: فإن الشقي من حرم رضوان الله في هذا الشهر؛ فالشقي هو الذي يُحرم من الاستفادة من مطر الرحمة هذا الذي ينزل على رؤوس الجميع، فيذهب ويجلس تحت السقف! أو يحمل مظلّة حتى لا يتبلّل بهذه الرحمة الإلهيّة! فالتعبير بلفظ الشقيّ ليس بالتعبير السهل أو البسيط
كلّ إنسان وعِرق حميّته، حيث أنّ كلّ إنسان له حميّة... وينبغي أن نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لذلك الصوم: صوم خواصّ الخواصّ، فالتوفيق منه أيضاً، بل حتّى لو وفّقنا لما هو أعلى فلا ضير في ذلك وسنكون راضين، ولو وفّقنا لِما هو أعلى من ذلك فلن نعترض، توقّعنا ينبغي أن يكون عالياً. ففي النتيجة نحن نشاهد ونرى أنّ الأوضاع هناك لها نحوٌ آخر.
شهر رمضان هو الشهر الذي تتنزّل فيه رحمة الله على عباده، وهو الشهر الذي تكون مغفرته فيه وفيوضاته العامّة على الناس أعمّ وأكثر من سائر الأشهر، ومن خصوصيّات هذا الشهر: أنّ الإنسان يَرى التغيير في نفسه في هذا الشهر سواءً أكان صائماً أم غير صائمٍ ويرى التحوّل والتبدّل في نفسه، يعني: هناك غلبةٌ للقوى المعنويّة للصوم على جميع الناس؛ ولهذا يتأثّر الإنسان رغب أم لم يرغب
حيث إنّ المراد بالعذاب الأدنى هنا، هو العذاب في الدنيا من حرب وجرح وقتل وأسر، مقابل عذاب البرزخ، لأنّ (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) قرينة لهذا المعنى. ولو كان العذاب الأدنى أحد أنواع العذاب البرزخيّ أو حين الاحتضار، لما كان من أمل بالرجوع عن الذنب، لأنّ الأمر سيكون ممّا لا رجعة فيه.
لقد وعد الله تعالى وحتّم على نفسه حفظ القرآن، في قوله تعالى. (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)، وها قد تحقّق هذا الوعد الإلهيّ. وقد بذل المسلمون في ضبط القرآن دقّة كبيرة، بحيث إنّهم إذا وجدوا في نسخ الصدر الأوّل المخطوطة بالخطّ القديم كلمةً تخالف قواعد الخطّ المعهودة، حفظوها في النسخ المتأخّرة في تلك الكيفيّة، وعدّوا تغييرها أمراً غير جائز.
وكذلك عدّ القرآن تبياناً ومظهراً لكلّ شيء. (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ).. والشاهد على قولنا هو الآيات القرآنيّة الدالّة على هذا المعنى، مثل آية: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ - إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ - فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ - ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ). وآية: (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا).
فهذه الآيات تُبيِّن بوضوح أنّ منطق القرآن هو الدعوة إلى التوحيد، ذلك التوحيد المحض الخالص في جميع الشؤون دون شائبة، والدعوة إلى المعاد، أي أنّ مبدأ ومعاد جميع العوالم والكائنات ومن جملتها الإنسان منحصران في الذات القدسيّة الربوبيّة، فالمقصد والمقصود في جميع الأمور - التكوينيّة والتشريعيّة أو غيرهما - هو الله سبحانه
حقيقة التوكل على الله
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
من عجائب التنبؤات القرآنية
الشيخ جعفر السبحاني
تسبيحة السيدة الزهراء (ع)
الشيخ شفيق جرادي
المثل الأعلى وسيادة النموذج بين التفاعل والانفعال الزهراء (ع) أنموذجًا (3)
إيمان شمس الدين
معنى (عول) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
(التّردّد) مشكلة التسويف، تكنولوجيا جديدة تساعد في التغلّب عليها
عدنان الحاجي
الموعظة بالتاريخ
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
كلام عن إصابة العين (1)
الشيخ محمد هادي معرفة
الدلالة الصوتية في القرآن الكريم (1)
الدكتور محمد حسين علي الصغير
صفات الأيديولوجي؛ معاينة لرحلة الفاعل في ممارسة الأفكار (7)
محمود حيدر
السيّدة الزهراء: صلوات سدرة المنتهى
حسين حسن آل جامع
الصّاعدون كثيرًا
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
محفّز جديد وغير مكلف يسرّع إنتاج الأوكسجين من الماء
حقيقة التوكل على الله
من عجائب التنبؤات القرآنية
فاطم حلّ نورها
محاضرة في مجلس الزّهراء للدّكتور عباس العمران حول طبّ الأطفال حديثي الولادة
تسبيحة السيدة الزهراء (ع)
المثل الأعلى وسيادة النموذج بين التفاعل والانفعال الزهراء (ع) أنموذجًا (3)
(الكمال المزيّف) جديد الكاتبة سوزان آل حمود
لـمّا استراح النّدى
شتّان بين المؤمن والكافر