محتوى السورة
هذه السورة مكملة لسورة الفيل، وآياتها تدل على ذلك. تتضمّن هذه السورة بيان نعمة اللَّه على قريش ولطفه لهم ومحبّته لهم، كي يحرك فيهم دافع الشكر ويحثهم على عبادة ربّ هذا البيت العظيم الذي يستمدون منه كل مفاخرهم وشرفهم.
وكما إنّ سورة «الضّحى» وسورة «الشرح» تعتبران سورة واحدة كذلك سورة «الفيل» وسورة «قريش» هما سورة واحدة، وارتباط موضوعهما يدل على ذلك أيضاً. ولذلك وجب قراءتهما معاً في الصلاة لمن يرى وجوب قراءة سورة كاملة بعد الحمد.
فضيلة تلاوة السورة
في المجمع أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «من قرأها أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها». هذه الفضيلة دون شك لمن عبد ربّ البيت حق عبادته، وصان حرمة البيت كما يجب، وتشرّبت نفسه برسالة هذا المركز التوحيدي.
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
في سورة الفيل جاء ذكر إبادة أصحاب الفيل الذين جاؤوا لهدم الكعبة وهذه السورة التي تعتبر امتداداً للسورة السابقة تقول: نحن جعلنا أصحاب الفيل كعصف مأكول:
«لِإِيلفِ قُرَيْشٍ». أي لكي تأتلف قريش في هذه الأرض المقدسة وتتهيأ بذلك مقدمات ظهور نبي الأكرم صلى الله عليه وآله. «إيلاف»: مصدر آلف، و«آلفه» أي جعله يألف، أي جعله يجتمع اجتماعاً مقروناً بالانسجام والانس والالتيام. والمقصود إيجاد الألفة بين قريش وهذه الأرض المقدسة وهي مكة والبيت العتيق، لأنّهم وكل أهل مكة اختاروا السكن في هذه الأرض لمكانتها وأمنها. كثير من أهل الحجاز كانوا يحجّون البيت كل سنة، ويقترن حجّهم بنشاط أدبي واقتصادي في هذا البلد الأمين.
كل ذلك كان يحدث في ظل الجو الآمن، ولو أنّ هذا الأمن قد انعدم أو أنّ الكعبة قد انهدمت بفعل هجوم أبرهة وأمثاله لما كان لأحد الفة بهذه الأرض.
«إِيلفِهِمْ رِحْلَةَ الشّتَاءِ وَالصَّيْفِ». مكة تقع في وادٍ غير ذي زرع، والرعي فيها قليل، لذلك كانت عائدات أهل مكة غالباً من قوافل التجارة، في فصل الشتاء يتجهون إلى أرض اليمن في الجنوب حيث الهواء معتدل، وفي فصل الصيف إلى أرض الشام في الشمال حيث الجوّ لطيف. والشام واليمن كانا من مراكز التجارة آنئذ، ومكة والمدينة حلقتا اتصال بينهما. هذه هي رحلة الشتاء... ورحلة الصيف.
والمقصود بــ «إيلافهم» في الآية أعلاه قد يكون جعلهم يألفون الأرض المقدسة خلال رحلاتهم وينشدّون إليها لما فيها من أمن، كي لا تغريهم أرض اليمن والشام، فيسكنون فيها ويهجرون مكة. وقد يكون المقصود إيجاد الألفة بينهم وبين سائر القبائل طوال مدّة الرحلتين، لأنّ الناس بدأوا ينظرون إلى قوافل قريش باحترام ويعيرونها أهمية خاصة بعد قصة اندحار جيش أبرهة.
قريش لم تكن طبعاً مستحقة لكل هذا اللطف الإلهي لما كانت تقترفه من آثام، لكن اللَّه لطف بهم لما كان مقدّراً للإسلام والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله أن يظهرا من هذه القبيلة وتلك الأرض المقدسة.
الآية الأخيرة تقول: إنّ هذه النعم الإلهية التي أغدقت على قريش ببركة الكعبة يجب أن تدفعهم إلى عبادة ربّ البيت لا الأوثان. «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ». «الَّذِى أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مّنْ خَوْفٍ»... الذي جعل تجارتهم رائجة مريحة ومربحة، ودفع عنهم الخوف والضرر، كل ذلك باندحار جيش أبرهة، وبفضل دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام مؤسس الكعبة. لكنّهم لم يقدّروا هذه النعمة، فبدلوا البيت المقدس ببيت للأوثان، وذاقوا في النهاية وبال أمرهم.
الشيخ محمد جواد مغنية
حيدر حب الله
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد محمد حسين الطهراني
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ علي رضا بناهيان
حسين حسن آل جامع
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حبيب المعاتيق
عبدالله طاهر المعيبد
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
زهراء الشوكان
اختتام النّسخة العاشرة من حملة التّبرّع بالدّم (دمك حياة)
الإمام الكاظم (ع) في مواجهة الحكّام العبّاسيّين
السّيّدة رقيّة: اليتيمة الشّهيدة
وما تُغْنِي الآياتُ والنُّذُرُ
إيثار رضا الله
النسخ في القرآن إطلالة على آية التبديل (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ) (2)
الحسن المجتبى: نعش بسبعين نبلة
ظروف تشييع جنازة الإمام الحسن (ع)
دور الصالحين التكويني والبركات التي تنزل بفضل وجودهم
عولمة النّهضة الحسينيّة، جديد الأستاذ جاسم المشرّف