الإمام الخامنئي "دام ظله"
أنا أقول لكم، إنّنا عندما نعرف معنى الآية، فإنّ هذا الفهم نفسه لمعناها [بالنسبة إلى القارئ] سيؤثّر في لحن من يمتلك الصوت واللّحن والتلاوة.
إذا كُنّا نعرف ماذا نقرأ، فلا يلزم عندها أن نتطلّع إلى فلان القارئ المشهور مثلًا عندما يقرأ هذه الآية، لنرى متى يخفض ومتى يرفع، ومتى يُرقّق ومتى يُشدّد. كلّا، فلا لزوم لمثل هذا.
إذا فهمنا المعنى، فإنّ هذا المعنى نفسه سوف يهدي صوت من يمتلك صوتًا مناسبًا قابلًا للّحن والتناغم. فمثل هذا سيمنحنا لحنًا كما يحصل في الحوارات العاديّة. فأنتم عندما تتحدّثون في العادة، ينخفض صوتكم أحيانًا ويرتفع، ويهدأ ويشتدّ، ويتقطّع ويتمركز في كلمة، ولا يكون هناك أيّ نوتة معدّة مسبقًا، وإنّما يكون ذلك طبق أحاسيسكم وغريزتكم. فلو فهمتم معنى الآية القرآنيّة هكذا، فإنّ هذه الغريزة نفسها سوف تُعينكم على الأداء، وأين ينبغي أن تقرأوا بتمهّل، وأين تقفون، ومتى تقومون بالوصل، ومتى تبدأون.
إنّ التمكّن من الآيات القرآنيّة يُعطي الإنسان هذا الفنّ. ولا شكّ في أنّ هناك من يفهم آيات القرآن، لأنّهم عرب ويعلمون ترجمة الآية جيّدًا. فهم عرب، ولكنّ المرء يرى كأنّهم لا يقرأون بالالتفات إلى المعنى. ومن القرّاء المصريّين المعروفين هناك من يقرأ كأنّه كُلّف بنصٍّ عليه قراءته من أوّله إلى آخره، من دون أن يكون بقصد تفهيم المخاطَب. هذا ما يُشاهده المرء في بعض القرّاء، ولكن بعضهم الآخر ليس كذلك، فإنّ قراءتهم وتلاوتهم تُشبه مخاطبة الآخرين، ويجب أن تكون تلاوتكم كذلك.
وللأسف، فإنّ أكثر شعبنا قلّما يستفيدون بشكل مباشر من ألفاظ الآيات القرآنيّة الكريمة، فأكثرهم لا يعرفون العربيّة، وهذا يُعدّ حرمانًا، ولهذا فُرض تعلّم اللغة العربيّة التي هي لغة القرآن في قوانيننا، كلّ ذلك لأجل هذا الأمر. فلو أردنا في الحقيقة أن نفهم معاني القرآن، فيُمكن للأشخاص العاديّين الذين لا يعرفون العربيّة مراجعة التفاسير أو الترجمات. ولحسن الحظّ يوجد اليوم ترجمات جيّدة، ففي بلدنا هناك أشخاص بذلوا جهودًا لتقديم ترجمات جيدة. وعلى أيّ حال، فإنّني أوصيكم أيّها الإخوة الأعزّاء الذين تتلون القرآن بصوت حسن، بأن تلتفتوا إلى هذه النقطة: وهي أن تقرأوا القرآن بالتوجّه إلى المعنى، فاقرأوه وكأنّكم تُخاطبون في المقابل شخصًا بواسطة لغة القرآن. ولو حصل ذلك، فإنّكم حينها ستنتفعون بقراءتكم، وينتفع الناس بالاستماع إلى القرآن وسماع تلاوتكم1.
تفسیر القرآن
والفرع الآخر المهمّ هو التفسير والأنس بالقرآن والمعارف القرآنيّة، فلا ينبغي أن نبقى محرومين من التفسير. إنّ درس التفسير مهمّ، وكذلك درس الفلسفة، فهما فرعان ذوا قيمة عظيمة2.
إنّ الأنس بالتفاسير التي تُبيّن المراد من الآية أمرٌ مطلوبٌ جدًّا. فعندما يتحقّق الحفظ ويكون الأنس بالتفسير موجودًا، ويكون هناك تدبّر، فإنّ هذا الشيء الذي نتوقّعه في مجتمعنا سوف يتحقّق: وهو الازدهار القرآنيّ. تصوّروا أنّ في بلدنا عشرة ملايين أو خمسة عشر مليونًا من الرجال والنساء الذين حقّقوا تلك الرابطة القريبة بمعارف القرآن، فكم ستكون عظمة هذا؟ إنّ التعاليم القرآنيّة والدروس القرآنيّة والنصائح القرآنيّة والإنذارات القرآنيّة والبشارات القرآنيّة، ستُحفر في الأذهان وتسري، وتُتلى على مسامع القلوب.3
ـــــــــــــــ
1- من كلام لسماحته في لقاء الأنس بالقرآن 21/ 05/ 1389هـ.ش.
2- من كلام لسماحته في لقاء طلّاب وفضلاء وأساتذة الحوزة العلميّة في قم 29/ 07/ 1389هـ.ش.
3- من كلامه في لقاء قرّاء القرآن وحفظته وأساتذته11/ 05/ 1390هـ.ش.
حيدر حب الله
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد جعفر مرتضى
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد صنقور
عدنان الحاجي
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ حسين مظاهري
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
ليس كمثله شيء
إضعاف الذّكاء مسؤوليّة من؟
الاثنا عشريّة وأهل البيت عليهم السلام (3)
العوامل المساعدة على انتصار الإسلام وانتشاره (3)
العقل بوصفه اسمًا لفعل (1)
مسؤوليتنا في زمان صاحب الزمان
الغاية من طلب سليمان ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده
لكي لا نصبح أعداءً للإمام المهديّ!
(ملاك) الرّواية الثّانية لعبدالعظيم الضّامن
بالإيحاء.. كان الوجود كلّه (4)