الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ..
قال عز من قائل:
- ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾
- ﴿ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾.
مقدمة:
لقد كانت أرض اليمن-الواقعة في جنوب الجزيرة العربية- من الأراضي العامرة الغنية، وكانت في الماضي مهد الحضارة والتمدن، وكان يحكمها ملوك يسمّون (تبّعا)- وجمعها تبابعة، أو لأنّ أحدهم كان يخلف الأخر ويتبعه في الحكم.
ومهما يكن، فقد كان قوم تبع يشكلون مجتمعاً قويًّا في عدته وعدده، ولهم حكومتهم الواسعة ومترامية الأطراف.
من هم قوم تبّع ؟
لقد وردت كلمة تبّع في القرآن الكريم مرتين فقط: مرة في الآية (27) من سورة الدخان، وأخرى في الآية (14) من سورة (ق) حيث تقول ﴿ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾.
إن (تبعا) كان لقباً عاماً لملوك اليمن، ككسرى لسلاطين إيران، وخاقان لملوك الترك، وفرعون لملوك مصر، وقيصر لسلاطين الروم.
وكانت كلمة (تبع) تطلق على ملوك اليمن من جهة أنهم كانوا يدعون الناس إلى إتباعهم، أو لأن أحدهم كان يتبع الأخر في الحكم.
ولكن يبدو أن القرآن الكريم يتحدث عن أحد ملوك اليمن خاصة- كما أن فرعون المعاصر لموسى عليه السلام والذي يتحدث عنه القرآن كان معيناً ومحدداً-وورد في بعض الروايات أن اسمه (أسعد أبا كرب).
ويعتقد البعض أنه كان رجلاً مؤمناً، واعتبروا تعبير (قوم تبّع) الذي ورد في آيتين من القرآن دليلاً على ذلك، حيث أنه لم يذم في هذه الآيتين، بل ذم قومه والرواية المروية عن النبي (ص) شاهدة على ذلك ففي هذه الرواية أنه قال: (لا تسبّوا تبّعا فأنه كان قد أسلم).
تبّع بالقرب من المدينة:
وورد في رواية أخرى: إن تبعاً لما قدم المدينة - من أحد أسفاره- ونزل بفنائها، بعث إلى أحبار اليهود الذين كانوا يسكنوها فقال: إني مخرب هذا البلد حتى لا تقومه يهودية، ويرجع الأمر إلى دين العرب.
فقال له شامول يهودي - وهو يومئذ أعلمهم -أيها الملك أن هذا البلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل، مولده بمكة واسمه أحمد. ثمّ ذكروا له بعض شمائل نبّي الإسلام (ص) فقال تبّع - وكأنّه كان عالماً بالأمر - ما إلى هذا البلد من سبيل، وما كان ليكون خراباً على يدي.
بل ورد في الرواية في ذيل تلك القصة أنه قال لمن كان معه من الأوس والخزرج: أقيموا بهذا البلد، فإن خرج النبي الموعود فآزروه وانصروه، وأوصوا بذلك أولادكم حتى أنّه كتب رسالة أودعهم إياها ذكر فيها إيمانه بالرسول الأعظم (ص).
تبّع في مكة:
ويروي صاحب أعلام القرآن أن تبعاً كان أحد ملوك اليمن الذين فتحوا العالم، فقد سار بجيشه إلى الهند واستولى على بلدان تلك المنطقة. وقاد جيشاً إلى مكة وكان يريد هدم الكعبة، فأصابه مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه.
وكان من بين حاشيته جمع من العلماء، كان رئيسهم حكيماً يدعى شامول، فقال له: إن مرضك بسبب سوء نيتك في شأن الكعبة، وستشفى إذا صرفت ذهنك عن هذه الفكرة واستغفرت، فرجع تبع عن ما أراد ونذر أن يحترم الكعبة، فلما تحسن حاله كسا الكعبة ببرد يماني.
وقد ورد قصة كسوة الكعبة في تواريخ أخرى حتى بلغت حد التواتر. وكان تحرك الجيش هذا، ومسألة كسوة الكعبة في القرن الخامس الميلادي، ويوجد اليوم في مكة مكان يسمى دار (التبابعة).
وعلى أيه حال، فإن القسم الأعظم في تأريخ ملوك التبابعة في اليمن لا يخلو من الغموض من الناحية التاريخية، وحيث لا نعلم كثيراً عن عددهم، ومدة حكومتهم، وربما نواجه في هذا الباب روايات متناقضة، وأكثر ما ورد في الكتب الإسلامية-سواء كتب التفسير أو التاريخ أو الحديث-يتعلق بذلك الملك الذي أشار إليه القرآن في موضعين.
الشيخ محمد جواد مغنية
حيدر حب الله
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد محمد حسين الطهراني
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ علي رضا بناهيان
حسين حسن آل جامع
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حبيب المعاتيق
عبدالله طاهر المعيبد
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
زهراء الشوكان
اختتام النّسخة العاشرة من حملة التّبرّع بالدّم (دمك حياة)
الإمام الكاظم (ع) في مواجهة الحكّام العبّاسيّين
السّيّدة رقيّة: اليتيمة الشّهيدة
وما تُغْنِي الآياتُ والنُّذُرُ
إيثار رضا الله
النسخ في القرآن إطلالة على آية التبديل (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ) (2)
الحسن المجتبى: نعش بسبعين نبلة
ظروف تشييع جنازة الإمام الحسن (ع)
دور الصالحين التكويني والبركات التي تنزل بفضل وجودهم
عولمة النّهضة الحسينيّة، جديد الأستاذ جاسم المشرّف