مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عن الكاتب :
أحد مراجع التقليد الشيعة في إيران

التوسّل بين المغالين والمفرطين

المجموعة الأولى: التّفريطيّون:

 

وهم منكرو التوسّل بأولياء الله ونحن نقف بين مجموعتين من الإفراط والتفريط، من قصّر في فهم مسألة التوسّل ونفى التوسل من أساسه، والتوسل الذي أجازته الآيات القرآنيّة والروايات اعتبروه غير جائز، وتصوروا أنّه يؤدي بهم إلى نفي كمال التوحيد، فهم واقعون في الخطأ والاشتباه، فالتوسل بأولياء الله لأجل طاعتهم وعبادتهم وأعمالهم وقربهم من الله سبحانه وتعالى، هو تأكيد لمسألة التوحيد، حيث يطلبون جميع ما يريدون من الله العلي القدير.

 

المجموعة الثانية: الإفراطيون:

 

وهم الذين يتخذون من التوسل وسيلة للغلو، وخطر هؤلاء ليس أقل من خطر المجموعة الأولى، وعباراتهم لا تتوافق مع التوحيد الأفعالي، أو لديهم عبارات لا تتناسب مع التوحيد في العبادة، في الوقت الذي «لا مؤثر في الوجود إلاّ الله»، وبناءً على هذا فكما كنّا نواجه منكري التوسل الصحيح ونقوم بإرشادهم وكشف خطئهم، فلابدّ من إرشاد الغلاة أصحاب الاتجاه الإفراطي، وإعادتهم إلى الطريق الصحيح.

 

وفي الواقع يمكن القول إنّ أحد عوامل وجود المنكرين للتوسل هو إفراط وغلو بعض المؤيدين للتوسل، فعندما يطرح هؤلاء الصورة الإفراطية فمن الطبيعي أن تظهر في مقابلهم مجموعات التفريط، وهذه قاعدة سارية في جميع المسائل الاعتقادية والاجتماعية والسياسية، فهذه المجموعات المنحرفة يوجد بينها تلازم (لازم وملزوم) دائماً، وكلا الفريقين مشتركان في الخطأ.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد