
أكد سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء على أن الحج تجسيد لحقوق الإنسـان، متحدثا عن أهداف ومنافع الحج والمكاسب المختلفة له، ومبينا أهمية أداء حقوق الناس.
استهل الشيخ العباد أمام حشد من المؤمنين حديثه بقوله تعالى "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا" 96-97، آل عمران، معتبرا "أن للحج مجموعة من الأهداف والمنافع والقيم المتعددة والمختلفة التي تعود مكاسبها للحاج نفسه في دنياه وآخرته".
وأضاف "من هذه المكاسب والأرباح هو أن الحج في واقعه يعتبر تجسيدا لحقوق الإنسان، ومنذ أن رفع نبي الله إبراهيم قواعد البيت الحرام كان الحج إليه يجسد هذه الحقوق"،
ولفت سماحته إلى أن "الكعبة المشرفة كانت موجودة قبل حياة نبي الله ابراهيم (ع)، في قوله تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ..، لإنه وكما نعلم أن بعد ماجاء الطوفان في الأرض كلها أصاب الطوفان أيضاً الكعبة المشرفة وتساقطت أحجارها فجاء نبي الله إبراهيم وإسماعيل (ع) وأعادا بنائها من جديد مع وجود القواعد الأساسية للكعبة".
ورأى الشيخ العباد أن الآية الكريمة "فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا" تشير إلى حق مهم من حقوق الإنسان هو حق الأمـن، وأن يعيش الإنسان الأمن في حياته.
أما حق الحياة فشدد سماحته على أن الإسلام اعتبر الإعتداء على الآخرين من أكبر الجرائم التي يحاسب عليها مستشهدا بقوله تعالى "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
وأضاف "الحج يرسم صورة حق الحياة الآمنة للإنسان، وقد خاطب النبي الأعظم (ص) المسلمين في حجة الوداع قائلا: أيها الناس إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، لذلك لو خشي الإنسان على حياته في سفره إلى الحج فلا يجب عليه الحج حفاظاً على حياته".
وأكد سماحته على حق المساواة بين البشر حيث يجتمع في الحج "أصناف من الناس على اختلاف إنتماءاتهم العرقية والجغرافية كلهم يؤدون أعمالاً في أوقات واحدة وفي مشاعر واحدة"، مستشهدا بقول النبي الأعظم (ص) في حجة الوداع حيث قال "أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، مشيرا إلى أن "خطبة الوداع مختلفة عن خطاب بقية الفرائض، حيث لم تختص بالمؤمنين مع أهمية الإيمان".
وبيّن الشيخ العباد أن "نداء الله ورسوله للحج كان للناس كافة، ليكون الحج لوحة ورسالة تحكي لكل الناس الواقع الإنساني الذي يحافظ على الحقوق الإنسانية، بل ويحكي المساواة بين الرجل والمرأة ضمن ضوابط شرعية يذكرها الفقهاء ويشير اليها القرآن الكريم".
أما حق المرأة فلفت سماحته على وجوب أن "ينظر الحاج إلى حقوق زوجته ووالدته وبناته حيث أكد النبي الأعظم (ص) على هذا في حجة الوداع: إتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً، ألا هل بلغت كررها ثلاثاً ثم قال اللهم فاشهد"، متابعا "كل ذلك تأكيد على أن الإسلام غير مهمل لحقوق المرأة".
وعلى الصعيد نفسه، تحدث سماحته عن حق الكرامة، مؤكدا أن من حق الإنسان "أن يحظى بالكرامة من خلال حفظ عرضه وسمعته وموقعه في المجتمع، وقد روي عن النبي الأعظم (ص) أنه نظر إلى الكعبة، فقال: مرحباً بك ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والله للمؤمن أعظم حرمة منك، لإن الله حرم منك واحدة -الهتك- وحرم من المؤمن ثلاث دمه وماله وأن يُظن به السوء".
وشدد الشيخ العباد على حق الحفاظ على الأموال فلا يجوز لإنسان أن "يغتصب مالاً لأحد أو يستهين بأداء الحقوق المادية للآخرين، ومن شروط وجوب الحج أن لا يكون علينا دين لأحد يفقده الإستطاعة على الذهاب إلى الحج"، مضيفا "الحج هو القصد إلى الله وطلب رضاه وعبادته من حيث أراد الله، والله يريد أن يقضي المؤمن ديونه وحقوق الآخرين التي في ذمته وهي مقدّمة على الحج، وفي الرواية المذكورة عن الإمام الجواد (ع): أنظر أن تلقى الله وفي ذمتك دين المؤمن لا يخون".
وختم سماحته منوها بالإشتباه الذي يقع به بعض الشباب حيث "يقترضون المال من أجل الحج ثم يلجأ الى بعض المشايخ يسألونهم عن مخرج ليكون حجهم حج الإسلام، فيقولون لهم ادفعوا المبلغ هبة وهدية لصاحب الحملة بشرط أن يبذل لكم الحجة، لكن أقول أن هذا اشتباه في التوجيه، صحيح أنه سيكون الحج حجة الإسلام، ولكن هنا أقول أن حق الناس أولى من الحج، وما دام الشخص لا يملك المال للحج فلا يجب عليه أداءه هذه الفريضة، لأن أداء الحقوق للناس أولى".
أمثلة من النعم المعنوية والباطنية في القرآن الكريم
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
باسم الله دائمًا وأبدًا
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
لا تستسلم وحقّق أهدافك
عبدالعزيز آل زايد
مؤقّتات خفيّة في الدماغ تتحكّم في الاحتفاظ بالذّاكرة أو نسيانها
عدنان الحاجي
أيّ نوع من المربّين أنت؟
السيد عباس نور الدين
كيف تعامل أمير المؤمنين (ع) مع التاريخ في مجال تعليمه السياسي؟ (3)
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
معنى (هنأ) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
المنّ يزيل الأجر
الشيخ محمد مصباح يزدي
الحداثة الفائضة في غربتها الأخلاقية
محمود حيدر
أريد أن يكون ولدي مصلّيًا، ماذا أصنع؟
الشيخ علي رضا بناهيان
السيّدة الزهراء: صلوات سدرة المنتهى
حسين حسن آل جامع
الصّاعدون كثيرًا
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
أمثلة من النعم المعنوية والباطنية في القرآن الكريم
باسم الله دائمًا وأبدًا
اختبار غير جراحي للكشف عن الخلايا السرطانية وتحديد موقعها
أمسية أدبيّة لغويّة بعنوان: جمال التراكيب البلاغية، رحلة في أسرار اللغة
لا تستسلم وحقّق أهدافك
مؤقّتات خفيّة في الدماغ تتحكّم في الاحتفاظ بالذّاكرة أو نسيانها
أيّ نوع من المربّين أنت؟
كيف تعامل أمير المؤمنين (ع) مع التاريخ في مجال تعليمه السياسي؟ (3)
معنى (هنأ) في القرآن الكريم
{وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ}