صدى القوافي

فاطم حلّ نورها

إبراهيم الدريس

 

بينَ ليلٍ ونجمةٍ كالخميلةْ

أشعلَ اللهُ في المدى قنديلَهْ

 

فاطمٌ حَلَّ نورُها مثلَ نهرٍ

قد رشفنا بخَشْعَةٍ سلسبيلَهْ

 

قد أَتَتْ كي تُحيلَ للناسِ عُرساً

أُمنياتٍ بعيدةٍ مُستحيلةْ

 

ربَّنا لا تُزِغْ عن هواها هوانا

قد دعوناكَ بالبتولِ الجليلةْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

من أينَ لي في وصفِ فاطمَ محبرةْ؟

فهيَ الجمالُ لمن لهُ قلبٌ يرهْ

 

من دونِ معناها المعاني جَدْبَةٌ

والشِّعْرُ إن لم يصْطفيها ثَرْثَرَةْ

 

مشكاةُ بارئِنا.. فلولا وجهُها

لم نُبْصِرِ الأحلامَ يوماً مُقْمِرَةْ

 

الآنَ يجري للسعادةِ نهرُها

واللهُ يُطلِقُ للحقيقةِ كوثَرَهْ

 

جسرُ الخلودِ إلى الخلودِ هُيامُها

إعشَقْ إذن أسماءَها كي تَعْبُرَهْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وُلِدَت فَفَاحَت حولَنا الأشذاءُ

وتَلألأت أرضٌ بها وسَماءُ

 

يكفي لهذي الأرضِ من فَرَحٍ ومن

سَعْدٍ.. عليها مَرَّتِ (الزهراءُ)

 

بالماءِ إنْ كانَ الوُضوءُ لدى الورى

فَبِبَضْعَةِ الهادي توضَّا الماءُ

 

وإذا الوُجودُ شكى صُدودَ كِرامِهِ

مَنْ غيرُ فاطمةٍ يَدٌ بيضاءُ؟!

 

ولأنَّ فاطمةً عَلَت فوقَ الذُّرى

سَجَدَت لها (حوَّاءُ) و(العذراءُ)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(زهراءُ) يا سُلطانَةً في ذاتي

ما زالَ ذِكرُكِ يُبدِعُ الكلماتِ

 

حُلُمٌ تحقَّقَ في مجيئِكِ مائِسٌ

إذْ كُنتِ حُلْمَ الكونِ والزَّهَرَاتِ

 

وأتيتِ والأملاكُ تبعَثُ سَعْدَها

بكِ للإلهِ بجَوْقَةِ الصَّلَواتِ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد