جاسم الصحيح
أبي تعالَ.. ويجري من (تعالَ) دمٌ
كأنَّما الجرحُ في قلبِ الحروفِ طَرِي
بَردُ الغيابِ تغشَّاني، فمعذرةً
إذا تَدَفَّأتُ بالأطيافِ والصُّوَرِ
بكى السريرُ الذي ما كنتَ تَأنَسُهُ
حتى أغطِّيكَ بالآياتِ والسُّوَرِ
بكى السريرُ وقد حَنَّتْ قوائمُهُ
مثلي، إلى أصلِها المقطوعِ من شجرِ
من قبل موتكَ أعوامي مؤجَّلةٌ
واليومَ أقفزُ للخمسين من عُمُري
مَنْ ذا سيمسحُ رأسي بعدما انْقَدَحَتْ
فيه السنين، وطاشَ الرأسُ بالشَّررِ؟
كم انحنيتَ على مهدي تُمَسِّدُهُ
مثل انحناءةِ عَزَّافٍ على وَتَرِ!
وكمْ رددتَ غطائي حين بَعثَرَهُ
رُعبُ الكوابيسِ في إغفاءةِ السَّحَرِ!
روحُ الأُبُوَّةِ تحمينا من الكِبَرِ
ما مِنْ أبٍ فائضٍ عن حاجةِ البَشَرِ
بكى السريرُ وقد حَنَّتْ قوائمُهُ
مثلي، إلى أصلِها المقطوعِ من شجرِ
وأقسمُ بالقبر الذي انفرطتْ
فيه عظامكَ من إكسيرها النَّضِرِ
روحُ انتمائي لهذي الأرض ما اكتملتْ
حتى زرعُتكَ بين الطين والمدرِ
آباؤنا يا لأفعال مضارعةٍ
مرفوعةٍ بالضنا والكدّ والسهر
هم يحملون الليالي عن كواهلنا
فيكبرون ونبقى نحن في الصغر
ـــــــــــ
(بمناسبة اليوم العالمي للأب 19 يونيو )
الشيخ محمد صنقور
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشهيد مرتضى مطهري
الشيخ محمد العبيدان
الشيخ محمد مهدي الآصفي