الشيخ محمد مهدي النراقي ..
اعلم أن الصوم أجره عظيم، وثوابه جسيم، وما يدل على فضله من الآيات والأخبار أكثر من أن يحصى، وهي معروفة مشهورة، فلا حاجة إلى ذكرها، فلنشر إلى ما يتعلق به من الأمور الباطنة:
(ما ينبغي للصائم)
ينبغي للصائم أن يغض بصره عن كل ما يحرم النظر إليه، أو يكره، أو يشغل القلب ويلهيه عن ذكر الله تعالى، ويحفظ اللسان عن جميع آفاته المتقدمة، ويكف السمع عن كل ما يحرم أو يكره استماعه، ويكف بطنه عن الحرام والشبهات، ويكف سائر جوارحه عن المكاره.
وقد ورد في اشتراط جميع ذلك في الصوم في ترتب كمال الثواب عليه أخبار كثيرة. وينبغي أيضًا ألا يستكثر من الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ، إذ ما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن ملىء من حلال، كيف والسر في شرع الصوم قهر عدو الله، وكسر الشهوة والهوى، لتتقوى النفس على التقوى، وترتقى من حضيض حظوظ النفس البهيمية إلى ذروة التشبيه بالملائكة الروحانية، وكيف يحصل ذلك إذا تدارك الصائم عند الإفطار ما فاته ضحوة نهاره، لا سيما إذا زيد عليه في ألوان الطعام، كما استمرت العادات في هذه الأعصار، وربما يؤكل من الأطعمة في شهر رمضان ما لا يؤكل فى عدة شهور.
ولا ريب في أن المعدة إذا خليت من ضحوة النهار إلى العشاء، حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها، ثم أطعمت من اللذات، وأشبعت من ألوان المطاعم، وجمع ما كان يأكل ضحوة إلى ما ياكل ليلًا، وأكل الجميع في الليل مرة أو مرتين أو أكثر، زادت لذتها، وتضاعفت قوتها، وانبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها، فلا يحصل ما هو المقصود من الصوم، أعني تضعيف القوى الشهوية التي هي وسائل الشيطان، فلا بد من التقليل، وهو أن يأكل في مجموع الليلة أكلته التي كان يأكلها كل ليلة لو لم يصم، من دون ضم مما يأكل في النهار إليه، حتى ينتفع بصومه. والحاصل: إن روح الصوم وسره، والغرض الأصلي منه: التخلق بخلق من أخلاق الله تعالى، أعني الصمدية، والاقتداء بالملائكة في الكلف عن الشهوات بقدر الإمكان، وهذا إنما يحصل بتقليل الأكل عما يأكله في غير وقت الصوم، فلا جدوى لمجرد تاخير أكلة وجمع أكلتين عند العشاء، ثم لو جعل سر الصوم ما يظهر من بعض الظواهر، من إدراك الأغنياء ألم الجوع والانتقال منه إلى شدة حال الفقراء، فيبعثهم ذلك على مواساتهم بالأموال والأقوات، فهو أيضًا لا يتم بدون التقليل في الأكل.
عدنان الحاجي
د. سيد جاسم العلوي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حيدر حب الله
الشيخ باقر القرشي
إيمان شمس الدين
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
كيف يصنع الدماغ العادة أو يكسرها؟
إنتروبيا الجاذبية والشروط الابتدائية الخاصة في لحظة الانفجار الكونيّ العظيم (1)
العرش والكرسيّ (1)
حقيقة التأويل في القرآن الكريم (1)
حين لا نتقدم.. ما هي السنّة الإلهية التي قد تجري؟
ما يجوز على أهل البيت وما لا يجوز
الذّكر والتّقوى، أمان وقوّة
حين تضيع القيَم!
تفسير سورة الفاتحة
حقيقة بكاء السماء والأرض في القرآن الكريم