يعدّ الحلم وضبط النفس من أسمى الصفات التي ترفع قدر الإنسان، وتجعل له مكانة في القلوب قبل العقول. وقد كان أهل بيت النبوة نموذجًا متكاملًا في الأخلاق والصفح والتسامح، حيث جسدوا أروع صور العفو والكرم في مواقفهم اليومية. ومن أبرز هذه المواقف ما رُوي عن الإمام الحسن، الذي أظهر حلمه العظيم في موقف يجسد القيم الإسلامية الحقيقية في التعامل مع الآخرين، حتى مع من أساء إليه.
إننا لا نستغرب أن يتخذ المستشرقون هذا الموقف، حتى لو حسنت نيات بعضهم – وقليل ما هم – لأننا نعتقد أن هناك فواصل كبيرة تفصل أولئك عن إدراك البيئة الإسلامية وعقائدها وبالتالي سلوك المؤمنين فيها، مهما استخدموا مناهج متقدمة لديهم. فهم في أصل الدين وهو القرآن لم يستطيعوا أن يهضموا أنه كلام الله والوحي الذي جاء به الأمين جبرئيل إلى نبيه
إنّ حقيقة الصوم التي هي عبارة عن تضعيف القوى الشيطانيّة الكامنة في النفس المفضية بالإنسان إلى المهالك لن تتحقّق إلاّ بتقليل الأكل الشرب، وأن يكون مقدار الطعام الذي يتناوله الصائم وقت الإفطار مساوياً للمقدار الذي كان يأكله في وجباته في سائر الأيّام لا أكثر. وإلاّ فلو تناول الصائم ما كان يأكله طوال الليل والنهار في سائر الأيام ليقوم بالتهامه كلّه عند الإفطار متداركاً ما فاته من الطعام بسبب الصوم، فلا قيمة لصيام مثل هذا الصائم ولا حقيقة لروح عبادته.
وهكذا كان عليه السلام مثالًا لإانسانية الكريمة، ورمزًا للخلق العظيم لا يثيره الغضب، ولا يزعجه المكروه قد وضع نصب عينيه قوله تعالى: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ » وقد قابل جميع ما لاقاه من سوء وأذى ومكروه من الحاقدين عليه بالصبر والصفح الجميل،
والحسن الزكي يعني المبارك الذي لا تشوبه شائبة ولا تلحقه منقصة، والطاهر المنزّه عن الشين، وكأن هذا اللقب ناظر إلى أن الإمام عليه السلام سيتعرض إلى حزمة من الاتهامات الكاذبة تتناول حياته الشخصية والزوجية والسياسية، فيختصر هذا اللقب الرد الكامل عليهم في أنه هو (الزكي)!
إن شهر رمضان المبارك هو أفضل الشهور، كما عَبَّرَ عن ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله: (شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات) ولذلك فهو فرصة ثمينة لمن يريد اغتنام هذا الشهر المبارك الذي لا يتكرر في السنة إلا مرة واحدة، ولا يضمن فيه أحد نفسه أنه ستتاح له الفرصة في العام القادم، إذ قد ينتقل إلى الدار الآخرة قبل ذلك!
إذا أردنا أن نتنعّم في يوم القيامة بنعم أكثر، علينا أن نصوم شهراً واحداً من الأشهر الإثني عشر كحدّ أقلّ، وعلى الإنسان أن ينظر إلى هذا الحدث كوسيلة من وسائل الحياة، لا كحدث قسري وتعسّفي، وأنّ هذا أمر إلهي، فينبغي علينا الإتيان به، وإلاّ فمن المعلوم ما الذي سيفعلونه بنا في ذلك العالم!
فالتقصير في تعلّم أحكام الصوم وشرائطه، وعدم ضبط أقسام المفطرات لمراعاة أحكامها عند الابتلاء بها، يؤدّي إلى بطلان الصوم ووقوع المكلَّف في الإثم بسبب تقصيره، فتضيع عليه بركات صوم هذا الشهر الكريم. لذا ينبغي على المكلّف أن يتفقّه في أحكام الصوم قبل حلول شهر رمضان، ومراجعة المسائل التي يتوقّع ابتلاءه بها.
الشيخ باقر القرشي
إيمان شمس الدين
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ حسين الخشن
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
الإمام الرضا عليه السلام: 19 عاماً من الجهاد
من بحوث الإمام الرّضا (ع) العقائديّة (3)
الشّيخ صالح آل إبراهيم: كيف تنقذ زواجك من الانهيار؟
التسارع والتباطؤ وإنتاج المعارف (4)
تحمّل المسؤوليّة، عنوان الحلقة الثّالثة من برنامج (قصّة اليوم)
ناصر الرّاشد: كيف يستمرّ الحبّ؟
من بحوث الإمام الرّضا (ع) العقائديّة (2)
الإمام الرضا (ع) والمواقف من النظام (2)
شيء من الحنين الرّضويّ
الإمام الرّضا: كعبة آمال المشتاقين