واستناداً إلى ما قلناه، يكون احتمال الدسّ والاختلاق في هذه النقول من جانب بني أميّة وأعداء عليّ عليه السّلام - سيّما ما يخصّ تسمية أولاده باسم حرب - قويّاً للغاية، ويتبيّن أنّ مراد المختلقين لمثل هذه الأقوال تقديم صورة مشوّهة توحي بعدم الانسجام بين طبيعتي عليّ عليه السّلام والنبيّ الأكرم صلّى اللَّه عليه وآله
وروَوا عنّا ما لم نَقُله ولم نَفْعله ليبغّضونا إلى النّاس، وكان عِظَم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن (ع)، فقتلت شيعتنا بكلّ بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظِّنَة، وكان مَنْ يذكر بحبّنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره، ثمّ لم يزل البلاء يشتدّ ويزداد إلى زمان عبيدالله بن زياد قاتل الحسين (ع) ثم جاء الحجّاج فقتلهم كلّ قتلة
هذا يبين لنا أن أبا طالب لم يكن صاحب مال ولكنه صاحب شخصية وزعامة في قريش وبهذه الشخصية والحضور الاجتماعي القوي استطاع أن يحمي ابن أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن أجل الاحتفاظ بهذا الحضور القوي، لا بد أن يخفي إيمانه، وإلا فإنه سيكون على خط المواجهة الصريحة معهم، وسيفقد قوة تأثيره فيهم!.
فثمة بقيةٌ حرصت السلطة العباسيَّة على التدثُّر بها لكيلا تظهَر في مظهر المناوئة لرسول الله (ص) من خلال البطش الصريح برائد البيت النبويِّ، فكانوا يُدارونه في أول الأمر إلا أنَّه أعيتهم الحيلة معه فسجنوه وأطلقوه وكبسوا داره ثم تظاهروا بإكرامه وتكرَّر ذلك منهم مراراً ثم استقرَّ رأيُهم على تصفيته بعد حبسه الأخير،
كان أجل أولاد الإمام الصادق قدراً، وأعظمهم محلاً، وأبعدهم في الناس صيتاً، ولم ير في زمانه أسخى منه، ولا أكرم نفساً، وكان يبلغه عن الرجل أنه ينال منه، فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يضرب المثل بصرر الأموال التي يتصدق بها، حتى قيل. عجباً لمن جاءته صرة موسى، فشكا الفقر!.
كان الإمام طيلة أيام الرشيد شديد الحذر، وكانت الرقابة الصارمة من حوله تقضي بابتعاده عن أوليائه وأصحابه، حتى أن تلامذته ورواة حديثه حينما يروون أحاديثه وأفكاره، قد يتجنبون التصريح باسمه الشريف، فيقول أحدهم: حدثني الرجل، وكتبت إلى الرجل، وأجاب الرجل، وقد يذكر بكناه
ومع الإعراض الواضح للإمام عن مظاهر الأبهة والملك، إلا أن الرشيد قد تحين الفرص وافتعل الحجج لاعتقال الإمام مرة بعد مرة، وعرضه على السجون تارة بعد أخرى. ومما يحز في النفس أن الرشيد قد يستوقف الإمام للاستجواب والمساءلة الغليظة الجافة دون مسوغ شرعي أو عرفي، حتى استقر رأيه على القضاء عليه.
وتلاميذ الإمام الكاظم (ع) ليسوا في مرتبة واحدة، سواء من الناحية العلمية، أم من جهة العدالة والوثاقة والضبط، بل يتفاوتون كما يتفاوت غيرهم من الطلاب والتلاميذ، إلا أن الشيء المؤكد أنهم ساهموا في نشر علوم ومعارف الإمام الكاظم (ع) وأوصلوها إلى المراكز العلمية المحورية، وغيرها من المدن والقرى في بلاد المسلمين.
فقد قال زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري للإمام الرضا (عليه السلام): «إني أريد الخروج عن أهل بيتي (يقصد أهل قم) فقد كثر السفهاء فيهم! فقال له الإمام الرضا (عليه السلام): لا تفعل فإن الله يدفع البلاء بك عن أهل قم، كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسى بن جعفر (عليه السلام)»
إيمان شمس الدين
الشيخ باقر القرشي
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ حسين الخشن
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشّيخ صالح آل إبراهيم: كيف تنقذ زواجك من الانهيار؟
التسارع والتباطؤ وإنتاج المعارف (4)
تحمّل المسؤوليّة، عنوان الحلقة الثّالثة من برنامج (قصّة اليوم)
ناصر الرّاشد: كيف يستمرّ الحبّ؟
من بحوث الإمام الرّضا (ع) العقائديّة (2)
الإمام الرضا (ع) والمواقف من النظام (2)
شيء من الحنين الرّضويّ
الإمام الرّضا: كعبة آمال المشتاقين
العلّة من وراء خلق الشّيطان والشّرّ
السّكينة والحياة السّعيدة